روح عمي الطاهر ترفرف هنا وأسراب حروفه تحلّق في كلّ مكان
الجزائر: محمد عبد الكريم أوزغلة الأديب الجزائري الكبير، الطاهر وطار، أو "عمي الطاهر" (رحمه الله)، كما اعتاد أن يدعوه كل من يعرفونه عن قرب، شخصية ثقافية متعدد الأوجه ومثيرة للجدل في آن واحد. فهو المواطن الجزائري البسيط الذي يصغي لنبض الحياة في المجتمع الذي يعيش فيه بكل جوارحه، كما هو المناضل السياسي، والأديب متعدد المواهب؛ كتب باقتدار وأصالة في أجناس القصة القصيرة والمسرح والرواية والمقال الأدبي وبعض من الشعر. فواكب بذلك مسيرة المجتمع بانتصاراته وعثراته، فجاءت أعماله استجابة لوجيب الروح وتأريخا لمخاضاتها العسيرة: حرب التحرير ومآسيها الداخلية، مفترق الطرق للخيارات السياسية والأيديولوجية للسلطة في الجزائر المستقلة، نضال المثقفين، الحركة الإسلامية وإشكالاتها السياسية والاجتماعية، العودة إلى منابع المجتمع الجزائري الثقافية، وغيرها من الموضوعات الكبرى التي تعرض لها بمشرط الناقد وأناقة الفنان. كما ناضل اجتماعيا وثقافيا في سبيل أن تكون للمجتمع المدني سلطته، وللمثقف الجزائري على وجه الخصوص، صوته وفضاؤه المدني ومنبره حيث يعبر عن آرائه ومواقفه من شتى القضايا التي تؤرقه، سواء الوطنية منها أو القومية أو الإنسانية، بحرية وشموخ، كما يستمع لآراء غيره بإنصات واحترام. وهو ما عمل على تجسيده من خلال شعار الجمعية الثقافية "الجاحظية"، التي استوى على كرسي رئاستها منذ تأسيسها في
1989 حتى رحيله في
12 /
08 /
2010 ،: "لا إكراه في الرأي". الشعار الذي آمن به الطاهر وطار فواكب مسيرة الجاحظية منذ خطواتها المتعثرة في بداية الطريق إلى مشاريعها الطموحة وإنجازاتها الكبيرة فيما بعد. كما أنه المسيّر صاحب المبادرات الإبداعية الأصيلة. ويكفي للتدليل على هذا أن نذكر صنيعه بإنشاء إذاعة القرآن الكريم الجزائرية في مبادرة من الصعب توقع التفكير فيها في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وجائزة مفدي زكرياء للشعر المغاربي التي تحولت إلى جائزة ذات بعد عربي الآن، ثم جائزة الهاشمي سعيداني للرواية وغيرها. وهو ما يشكل، في تقديرنا أحد تجليات ما كان يدعوه "عمي الطاهر" بـ"بتمثل روح الأمة والنطق بجوهرها". ودون مبالغة يمثل الطاهر وطار أحد أصوات النبض الجزائري في الأدب والسرد العربي والعالمي، على غرار الطيب صالح في السودان وعبد الرحمان منيف في العراق ونجيب محفوظ في مصر وبابلو نيرودا في الشيلي وغارثيا ماركيز في كولومبيا وأمريكا اللاتينية وغونتر غراس في ألمانيا وغير هؤلاء ممن دونوا أسماءهم بحروف تشتعل نورا وضّاء في تاريخ بلدانهم بالفعل، وتاريخ الإنسانية الثقافي كذلك.
ولاستكمال تفاصيل اللّوحة، هذه مشاهد من مسيرة الأديب الجزائري وسيرته كما عنّ له أن يقدمها بلسانه في آخر ندوة أدبية استضافه فيها قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الجزائر.
# . أعماله الأدبية:
خلف الطاهر وطار للمكتبة العربية تراثا أدبيا غنيا تراوح بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية مترجما إلى معظم لغات العالم. هذا إلى جانب عشرات الأعداد من مجلة "التبيين" وملحقيها: "الشعر" و"القصة القصيرة".
المجموعات القصصية:
- دخان من قلبي، (تونس 1961، الجزائر 79 و2005).
- الطعنات، (الجزائر1971 و2005).
- الشهداء يعودون هذا الأسبوع ( العراق، الجزائر 1984 و2005 ).
المسرحيات:
- على الصفة الأخرى (مجلة الفكر، تونس، أواخر الخمسينات).
- الهارب (جلة الفكر، تونس، أواخر الخمسينات) الجزائر، 1971 و2005.
الروايات:
- اللاز، (الجزائر 1974، بيروت 82 و 83 ، إسرائيل، 1977، الجزائر 1981 و2005).
- الزلزال (بيروت 1974، الجزائر 81 و2005 ).
- الحوات والقصر، الجزائر جريدة الشعب في 1974، وعلى حساب المؤلف في1978، القاهرة1987، والجزائر2005).
- عرس بغل ( بيروت عدة طبعات بدءا من 1983، القاهرة 1988، عكة؟ والجزائر في 81 و2005).
- العشق والموت في الزمن الحراشي ( بيروت 82 و 83، الجزائر 2005 ).
- تجربة في العشق ( بيروت 89، الجزائر 89 و2005).
- رمانة (الجزائر 71 و81 و2005).
- الشمعة والدهاليز (الجزائر 1995 و2005، القاهرة 1995، الأردن1996، ألمانيا دار الجمل2001).
- الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي (الجزائر 1999 و2005، المغرب 1999، ألمانيا دار الجمل2001).
10 . الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء (الجزائر جريدة الخبر، وموفم2005، القاهرة أخبار الأدب2005، إسرائيل مجلة مشارف 2005).
11 . قصيد في التذلل (الجزائر، منشورات الفضاء الحر،
2010 ).
الترجمات:
ترجم
الطاهر وطار ديوانا للشاعر الفرنسي فرنسيس كومب بعنوان الربيع الأزرق
APPENTIS DU PRINTEMPS ، الجزائر 1986.
المذكرات: "أراه... الحزب وحيد الخلية... دار الحاج محند أونيس"،(الجزائر، دار الحكمة 2006
).