المعرض الدولي 15 للكتاب
 
 

باتريك بوافر دارفور

باتريك بوافر دارفور






نجم الشاشة في فرنسا باتريك بوافر دارفور لـ ''الجزائر نيوز'': الجزائريون ساهموا في بناء فرنسا التي تتصـرف اليوم معهـــم ومع الأجانب بانفصـام

خطفت ''الجزائر نيوز'' سبع دقائق من وقت أحد عمالقة الإعلام في فرنسا وأوروبا، وأحد الشخصيات الأكثر تأثيرا في سياسة باريس إعلاميا، وكانت هذه عصارتها.
أولا من هو الصحفي الحقيقي في نظرك؟

أن يكون الصحفي مستحقا لهذه الصفة، معناه أنه لابد وأن نال منه التعب كثيرا في حياته المهنية وأول ما يصنع الصحفي ليس حبه للصحافة وإنما شغفه بها، والصحفي الحقيقي أيضا هو الذي لا يعرف اليأس أبدا ويعرف كيف يتغلب عليه إذا راوده. كما أن الصحفي يحس دائما بسعادة غامرة وهو يقدم عمله في النهاية وهو حامل لصفة الكرم ويهتم كثيرا للآخرين وكل الأمور التي تحدث من حوله وحول بلده وفي العالم وهو الذي يملك الحد الأدنى من الحدس الصحفي، كما ينبغي أن يكون مستعدا للانفتاح على كل ما يلقاه في طريقه المهني، صارما في أدائه وأمينا مع مصادره.

تصوّر فرنسا نفسها على أنها الرائدة في مجال الإعلام، كما أن هناك أيضا من يعترف لها بهذه الصفة عبر العالم، هل تحافظ فرنسا دائما على هذا اللقب؟

لا.. لا أظن ذلك وأعتقد أن هناك الكثير من الدول التي أصبحت اليوم تفوق فرنسا في هذا المجال، كما أن هناك من يساويها أيضا، خاصة البلدان الأنجلوساكسونية التي يعتبر فيها الإعلام تقليدا وجزءا لا يتجزأ من أهمية الدولة.

هل توجد حرية تعبير حقيقية في فرنسا؟

البارومتر يصعد وينزل، والمطلوب هو أنه عندما يحس بأن مقدار حرية التعبير ليس في معدله الذي يضمن الحق في الإعلام أو المعرفة، عليه أن يعمل لتعديل النسبة بكل ما أوتي من قوة وحزم وحدث معي هذا في العديد من المرات، ولكن الأمر يعتبر نسبيا، فهناك دول عديدة أصبحت تولي أهمية كبرى لهذا المجال من أجل بناء الديمقراطيات وكل الدول التي تدار بيد من حديد، أصبحت فيها مجالات للتعبير، وعندما نقول هذا نفكر مباشرة في دولة كالصين أو اليابان اللتين تعتبران من الدول التي تضيق كثيرا على حرية التعبير حسب التقارير الدولية، ويواجه فيهما الصحفيون متاعب كثيرة بل في كثير من الأحيان، يتم حبسهم.

التضييق هو نوع من التدخل في شؤون المهنة مثله مثل استعمال وسائل الإعلام لخدمة مصالح الدولة على حساب الرأي العام، هل يحدث هذا في فرنسا؟

هذا يحدث في كافة الأنظمة العالمية وعبر كافة الدول، ولا يمكن اعتبار هذا معيارا لقياس حرية التعبير لأن الواجب هو أن تكون هناك ممانعة ومقاومة من أجل تغيير الوضع في العلاقة بين النظام والإعلام، لا ينبغي إطلاقا أن نلين أمام الضغوط في عالم الصحافة ويجب أن نتحلى بعمود فقري صلب.

التوجه الإعلامي العالمي اليوم حسب كثير من المتخصصين، تياران، الأول الإعلام الفضائحي والإعلامي الذي يخدم العصب السياسية والاقتصادية، هل هي نهاية المصداقية في الإعلام العالمي أم هي غير موجودة أصلا؟

صحيح.. لكن أنا لست متحمسا ولا مشجعا للصحافة الفضائحية لأنها تلخص سير الناس وأعمالهم ضمن محيط ضيق لا يصلح أن يكون هو القاعدة للتقييم، إذ نحتاج في رصد إيجابيات وسلبيات الشخصيات العمومية إلى مردودهم المهني بنسبة كبيرة، ثم أننا لا نملك أن نحاسب الناس داخل بيوتهم بل في مهنهم. ثم أن الطرق التي يتم تجميع المعلومات بها عن الشخصيات هي طرق غير نظيفة، فمثلا يتم الاعتماد على صور مسروقة أو اختراق ممتلكات شخصية وهذا من شأنه أن يؤذي العديد من الأطراف في هذه اللعبة الفاقدة لقواعد العمل. الأولى، أن يكون العمل الإعلامي مؤطرا ضمن قواعد مؤسساتية. أنا أحب الصحافة الشاملة التي تهتم كثيرا بشؤون العامة.
يروج عنك أنك رحلت عن ''تي أف ''1 بعد تدخل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتعليق جاء على لسانك خلال عرضك نشرة الثامنة، هل تعتبر نفسك ضحية للنظام الساركوزي؟
أنا لا أحبذ الإثارة كثيرا، فهذا حكم كبير جدا سواء كان لك أم نقلا عن مصادر متعددة في فرنسا أو عبر العالم. أستطيع أن أزاول مهنتي في مؤسسات إعلامية أخرى، ولكن الحقيقة تقال هي أن الظروف التي توقفت على إثرها عن العمل أثارت فضول الكثيرين، وهو ما جعل التأويلات تشوب هذه المسألة وتشد انتباه الكثير من المتتبعين للشأن الإعلامي في فرنسا وأنا أواصل بشكل عادي في ''فرانس سانك'' أو ''فرانس سوار'' أو في ''آر تي آل''، وهذا يجعلني موجودا على أكثر من صعيد ومنبر إعلامي، إذا لا ينبغي أن نصور أنفسنا كضحايا بشكل مبالغ فيه، أنا لا أشاطرك الرأي إن اعتبرتني كذلك.

ما رأيك في سياسة ساركوزي بخصوص ملف المهاجرين؟

أظن أن النظام في فرنسا يتصرف في بعض الأحيان بشكل غريب وانفصامي، ففرنسا كانت دوما بلد استقبال للمهاجرين على مر العصور، فمرسيليا مثلا بناها الفينيقيون، كما أن حركة البشر عبر الموانئ حاليا كبيرة في فرنسا، هذا فضلا على أن فرنسا تعد من دول حقوق الإنسان وساعد في بنائها كثير من الأجناس ومنهم الجزائريون، وهذه من الأشياء التي لا ينبغي نسيانها ولست أدري ما القصد من أن تكون فرنسا سعيدة جدا لهذا البناء عندما كانت في أوضاع سياسية واقتصادية جيدة، ثم نتنكر لذلك عندما تسوء أحوالنا. وأعتقد أن فرنسا في الأوضاع التي آلت إليها كان لا بد لها من ضحية تخرج به أمام الرأي العام، ولم يكن لديها أسهل من أن تجعل من الإنسان الأجنبي تلك الضحية، مما ولّد كراهية للأجانب وهذا ليس عدلا في اعتقادي.

هناك ملفات شائكة توجه العلاقات بين فرنسا والجزائر، على سبيل المثال قضية الصحراء الغربية والماضي الاستعماري وقضية الأمن في الساحل، لماذا تتصرف فرنسا في نظرك دوما عكس ما تشتهيه الجزائر؟

أنا جئت إلى الجزائر لأنني أحب هذا البلد ولا أريد أن أتحدث باسم الذين يحبونها في فرنسا أو باسم الذين يكرهونها وأكن احتراما كبيرا لهذا البلد أيضا وتقاليده وتقاليد كل شخص وأحبذ لو تعفيني من هذا السؤال، لأنني أعتقد أن هناك الكثير من التصريحات التي تؤلم عندما يتم إطلاقها.

مفهوم موقفك.. كنت من مناضلي اليمين في فرنسا، ماذا عن توجهك اليوم؟

هذا في شبابي عندما كنت أبلغ 18 سنة وأنا فخور بكوني تبعت سياسيا هذا الرجل، لكن بعد أن بدأت مسيرتي المهنية كصحفي كان لابد أن أنتهي عن ممارسة السياسة وعن كل أشكال النضال السياسي.

هل تتمنى عودة اليسار إلى الحكم في فرنسا أو على الأقل هل ترى إمكانية لتراجع اليمين مستقبلا؟

لا أبدي رأيي أبدا في المسائل السياسية بشكل ينزع عني المصداقية تجاه جمهوري، لكن هناك إمكانية سانحة لليسار، فنحن نقضي عاما ونصف فحسب بعد العهدة الرئاسية الحالية، كما أن كل الاحتمالات مطروحة لكن دون أن نستطيع الحديث عن اسم المنتصر في 2011، وذكي جدا اليسار إذا استطاع استغلال الظروف.
بروفيــــــــــــل
فضلا على أن ''باتريك بوافر دارفور'' أحد نجوم الشاشة الإخبارية والإعلامية في فرنسا، فإنه يزن كذلك 60 مؤلفا في الإعلام والسياسة والتاريخ عبر أوروبا والعالم التي ترجمت أعماله. وضع ملكة الكتابة عند هذا العمود الإعلامي الفرنسي ليست وليدة مسيرته المهنية، بل كان منذ السابعة عشر شغوفا بالكتابة، بل يقول في مواضع كثيرة من أعماله أن الكتابة هي التي قادته إلى الإعلام. بوجهه الشباني، لا تستطيع أن تفكر ألبتة بأن باتريك مولود في ,1947 متزوج وأب لستة أطفال من إمرأتين أشهرهما المذيعة النجمة وزميلته السابقة في'' تي آف ''1 ''كلار شازال''.تربع على عرش الشاشة الإخبارية في فرنسا طيلة 30 سنة، تنقل طوالها بين العديد من القنوات ذائعة الصيت في فرنسا وأوروبا كـ ''كنال بلوس'' و''تي أف ''1 و''آرتي'' و''فرانس ''2 التي بدأ منها وينتهي حاليا فيها. كان أهم شخصية في برنامج فكاهي شهير يعلق على السياسة والشخصيات السياسية في فرنسا والعالم اسمه ''لي غينيول''. أصبح شوكة في حلق ساركوزي وتسبب له في أزمة حقيقية مع الإعلام إلى درجة أن الصحافة في فرنسا أصبحت ترى في ساركوزي العدو الأول لحرية التعبير.
 
عبد اللطيف بلقايم
الجزائريون
 
إستقبال
تـــقديـــــم
المشاركون
البرنامج
النظام الداخلي
الإستمارات
دليل المشاركين
تكريمات
معرض الصحافة
ضيف الشرف
صـور
للاتصال بنا

 
© 2010 SILA Tous Droits réservés - Développé par bsa Développement