تجري فعاليات "صالون الجزائر الدولي، الخامس عشر، للكتاب"، من يوم الأربعاء 27 أكتوبر إلى يوم السبت 08 نوفمبر 2010، بأرضية المركب الأولمبي "محمد بوضياف". منذ عودة هذه التظاهرة الهامة للدوران في فلكها الطبيعي، وهي وزارة الثقافة، عرف تنظيمها العام تغييرات جديرة بالذكر، من حيث الجوانب المرتبطة باختيار الناشرين والمنشورات، و بنوعية فعالياتها الثقافية والأدبية والفكرية. سنمضي، هذه السنة أيضا، خطوة إلى الأمام، آخذين بعين الاعتبار ما تم تسجيله من نقائص وما قدم من مقترحات، تحقيقا لمزيد من المهنية، وإضفاء لمزيد من الاعتبار لجمهورنا الرائع، وللمتعاملين معنا وزوارنا، عن طريق إحلال الإبداع  والعلم

باعتبارها ضيفة الشرف، تقدّم سويسرا، في فضاء وضاء مفتوح، بسعة تفوق 200 م²، عروضا تحمل عناوين: ''سويسرا الرمندية: أرض الكتاب'' و'' سويسرا والعلم'' مع وفد يتكون من قرابة خمسة عشر مؤلفا ومثقفا وشخصيات تاريخية وثقافية مرموقة.

بعد النجاح الذي لقيه جناح "شعلة المهرجان الإفريقي"، وقد احتفظ به استدامة واستمرارا للديناميكية المتولدة من المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني المُـقام في مدينة الجزائر، تستقبل هذه الدورة الخامسة عشرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، كتّابا ومثقفين وناشرين، جاؤوا من بلدان إفريقية، كي يقدموا صورة عن الخطوات الأدبية التي قطعتها قارتنا .
                 
مرة أخرى، سيكون عالمنا العربي، الذي نعتز بالانتماء إليه، حاضرا بقوة في هذه الدورة، وذلك لخير جمهور شغوف بالآداب الجيدة، ولخير جامعيينا بالأخص، إذ سيجدون فيها ما يحتاجون إليه من كتب  نوعية  و مؤلفات مرجعية.

تزامنت هذه الدورة الخامسة عشرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، مع الحفاوة بذكرى الفاتح نوفمبر 1954، ذكرى اندلاع ثورتنا المجيدة  و بهذه المناسبة  العظيمة، ستدلي شخصيات جزائرية وأجنبية، بشهادات تزيد من إثراء الحفاوة بهذا التاريخ المتميز .

شهدت سنة 2010 رحيل أحباب أعزاء. سيكون الصالون إذن مناسبة لتقديم مساهمات خاصة، تنويها بشخصيات سياسية وثقافية مرموقة، من طراز: لخضر بن طوبال، الطاهر وطار، عبد الله شريّط، وعبد القادر جغلول.

لن نغفل أيضا عن استذكار شخصية جوزي ساراماغو، الحائز على جائرة نوبل للأدب، المعروف بأسلوبه الأصيل في الكتابة، وبوقوفه والتزامه إلى جانب القضايا العادلة

أختم كلامي، متمنيا كل التوفيق لهذه الدورة الخامسة عشرة. دورة نعتبرها علامة تمييز إضافية، في مضمار صالون الجزائر الدولي للكتاب، وهو يصبو إلى الأبعاد الكيفية المرموقة التي هو بحق أهل لها. هدف لن ندخر جهدا للمساهمة في تحقيقه ، ونتمناه من صميم قلوبنا. ستمكنه الجهود التي يبذلها كل منّا، بكل تأكيد، من فرض وجوده كتظاهرة ثقافية دولية ذات أبعاد مثلى .

لنعمل سويا إذن من أجل بلوغ هذا الهدف النبيل في أقرب الأوقات، لأن مجتمعنا يعرف تمام المعرفة أن الثقافة هي وحدها الكفيلة بأن تحقق له تأصلا عميقا في الحداثة والتقدم، وكفيلة بأن تساعد في المحافظة على هويتنا وتثمينها .