شرفت بحضوري إلى أرض الثوار في الفاتح نوفمبر

استهل زيغلر مداخلته بالتعبير عن سعادته لأن حضوره إلى الجزائر تزامن مع عيد الثورة الجزائرية، مشيدا بالتضحيات الجسام التي بذلت لاسترداد الحرية. واعترف بأن كتابه "كراهية الغرب" أحدث صدمة في فرنسا لأنه يتحدث عن احتلال فرنسا للجزائر مع التعريج بأدق التفاصيل على العلاقة المتشنجة بين الدولتين في عهد ساركوزي مستشهدا بخطابات الرئيس بوتفليقة حول موضوع الاعتذار في مقابل تمسك ساركوزي بقانون تمجيد الاستعمار. وقال زيغلر في هذا الصدد: "رغم ترجمة كتابي إلى14 لغة إلا أنه يحتاج إلى توضيح خاصة وأنني لم أسهب في شرح الكراهية التي تسبب فيها الإرهاب والتطرف الديني لأن الإسلام دين التسامح وليس العنف".

واعتبر زيغلر سيطرة الرأسمالية في السنوات الأخيرة واستحواذ 500 أكبر مؤسسة غربية إضافة إلى بعض المؤسسات الصينية على الثروات الطبيعية في العالم واستنفادها واستغلالها لخدمة مصالح لوبيات وأقليات جعلت نسبة الموت بسبب الجوع في ارتفاع مستمر، حيث يموت طفل كل5 ثوان. خاصة وأن الإحصاءات العالمية تؤكد أن الموجود من الموارد الزراعية والطبيعية في العالم يكفي لـ12 مليار نسمة.

وركز زيغلر في بحثه عن مصدر كراهية الغرب على ثلاث عوامل هي "الذاكرة المجروحة" و"ازدواجية الخطاب الغربي" و"قانون الغاب". وفي شرحه للعامل الأول، ركز على العلاقات الجزائرية الفرنسية مستشهدا بمقولة الرئيس بوتفليقة "الذاكرة الوطنية قبل الأعمال"، ثم بجواب ساركوزي من قسنطينة "الماضي حقيقة والمستقبل نحن من نصنعه وأنا جئت لإعادة بناء العلاقات وليس بدافع النوستالجيا".واعتبر المتحدث أحداث11سبتمبر من أهم أحداث العنف التي جعلت من ذاكرة الغرب "ذاكرة عمياء" تخاف وترهب كل من هو عربي ومسلم، واعتبر إقدام "القاعدة" على تلك الخطوة تحصيل حاصل للكراهية والحقد على الغرب.